مواطنون يلجؤون لـ”الكلوندستان” في ظل غياب حافلات النقل
يلجأ العديد من المواطنين المتنقلين نحو الجهة الشرقية من وهران كل مساء إلى الاستعانة بسائقي مركبات “الكلوندستان” للوصول إلى منازلهم في ظل غياب حافلات النقل وسيارات الطاكسي التي يرفض أصحابها التنقل خارج وسط المدينة، إلا في حالة وافق الزبون دفع تسعيرة مضاعفة لا تقل عن السعر الذي يطلبه سائق “الكلوندستان”.
هذا وتعتبر محطتا حي الإخوة ميسوم وحي المرشد من أهم المحطات التي يتنقل عبرها سكان مختلف الأحياء بالجهة الشرقية من وهران، ما جعلنا نتوجه نحو هذه النقطتين الرئيسيتين بعد لحظات من أذان المغرب، حيث لاحظنا أنَ جَل المواطنين يتوجهون نحو محطة حي الإخوة ميسوم، أين كان الموقع يشهد حركية كبيرة مقارنة بالمحطة الأولى، وفي ساحة وسط الحي كان هناك عدد من السيارات، تبين أن أصحابها ينشطون بطريقة غير شرعية فكان جلَهم ينادي على الزبائن منتبها بين الفينة والفينة إلى مرور عناصر أمنية بالقرب من المكان.
وأكَد معظم الناشطين بالموقع أنهم ينقلون الركاب نحو أحياء الجهة الشرقية من وهران على غرار ارزيو وقديل، فحددوا سعر الوجهة نحو قديل مقابل 400 دج، ويمكن أن ينتظر الزبون إلى غاية ركوب زبائن آخرين فيتشارك الأربعة ركاب في تسديد المبلغ، وبذلك يتم تسديد 100دج للمقعد، فيما تم تحديد ثمن نقل الركاب نحو ارزيو مقابل 600دج، وفي نفس الحي غير بعيد عن الساحة يركن آخرين مركباتهم بالقرب من محطة البنزين وأيضا على حافة الطريق في الموقع الذي يركن فيه طيلة اليوم أصحاب حافلات خط 41 الناشط بين سيدي البشير وحي الإخوة ميسوم، وكذا خط 42 الناشط بين بلدية حاسي بونيف وحي الإخوة ميسوم، وبمجرد مغادرتهم المكان يحل محلهم أولئك السائقين الناشطين بطريقة غير شرعية فيقول أحدهم “أنا حارس بمؤسسة خاصة لا يكفيني راتبي الشهري لتسديد كافة مستحقات عيش عائلتي، وعليه اضطررت للعمل كسائق “كلوندستان” خلال الفترة المسائية، والتحق بالمكان بين اليوم والآخر لأنقل الركاب نحو حي الشهيد محمود مقابل 250دج إلى 300دج، كما أنني أصادف زبائن آخرين ساعة العودة من الحي انقلهم نحو حي الإخوة ميسوم بنفس السعر، ومنهم من يطلب مني أن أوصله إلى غاية وسط المدينة ويكون ذلك مقابل 600دج، كما أن عدد من الركاب الذين ينتظرون التحاق زبائن آخرين من أجل التشارك في تسديد مستحقات نقلهم فعبَر جلهم عن استحسانهم لتوفر خدمة النقل عبر الكلوندستان الذي اعتبروه منقذهم، خاصة وأنَ الوضع خلال الفترة المسائية يعد خطرا على الجميع خاصة النساء منهم، في الوقت الذي عبروا عن استيائهم الشديد لعدم وجود حافلات نقل تنشط خلال فترة الليل في إشارة إلى أنَ هناك عدد من العمال لا ينتهون من دوامهم مبكرا، كما أنَ هناك مواطنين يضطرون للبقاء إلى وقت متأخر من الفترة المسائية من أجل إتمام انشغالاتهم اليومية، و قد قال أحد الركاب في ظل التعبير عن العوز واستيائه من الوضع ‘دراهم الكورسة ثقل إضافي على دراهم الماء والكهرباء حقَا تعبنا من الوضع”.
نضال. ق