الأمة أو الشعب الذي يحترم نفسه ويحافظ على كيانه وحياة أبناءه يعمل جاهدا بكل طاقته من أجل أن يكون الدواء والغذاء منتجا محليا ،لا نقول كله ولكن في معظمه والأساسي منه ،أو على الأقل مستوردا من دول شقيقة أو موثوقا فيها،ونعني في كل ذلك النوعية الجيدة لا الكمية..؟
أما وأن يترك الأمر للخواص وكل من هب ودب منهم ،فيستوردون حسب هواهم، فيغرقون السوق بأدوية قد تكون فاسدة أو منتهية الصلاحية ، أو يكيفون السوق كما يريدون فيجعلونها نادرة حتى على قطاع الدولة نفسه ، وهو ما حدث فعلا حيث أن الصيدلية المركزية أصبحت تعاني من نقص فادح في الأدوية الضرورية.. !
هذا كله من جراء ترك هذا السوق الهام في أيدي أقلية همها الوحيد هو الربح على حساب صحة الجزائريين ،حيث كان من المفروض أن يبقى هذا الملف بيدي الدولة التمثل في القطاع العمومي الذي لاشك أنه يستورد الأدوية الجيدة وذات الجودة العالية وذلك من المخابر المعروفة عالميا ،ولا يقتصر على فرنسا كما هو حاصل الآن مع الكثير من مستوردي الأدوية..؟
ومهما كان الأمر فإن اللجوء إلى الاستيراد دون غيره يعد عيبا وخطرا في نفس الوقت على الصحة العمومية ،وكان ا لأجدر أن يشجع المنتجون المحليون للأدوية ،خاصة مؤسسة “صيدال” وأن تعطى لها الإمكانيات المادية والبشرية ،حتى تصبح قطبا صناعيا يمكن له أن ينتج من الأدوية والأمصال وغيرها ،مما يجعلنا غير تابعين بدرجة معينة على الأقل في مرحلة من المراحل، زيادة على أن الدواء المنتج من المجمع لا خوف منه وهو بالتأكيد دواء نافع ويحتوي في مكوناته على الجرعة الكافية .. !
إن الدواء والغذاء صناعة إستراتيجية على الأمة أن تعمل كل ما في وسعها لكي تكون منتجته محليا وبأيديها مهما كلفها ذلك من أموال ،ذلك لأن الصحة و الحياة أغلى شيء في الوجود..؟ !