“ليلى بوهالي “.. امرأة براغماتية تسعى لتنفيذ مشروع نموذجي لاسترجاع النفايات

0 383

تعرف المهندسة “ليلى بوهالي ” المنتدبة من وزارة البيئة و الطاقات المتجددة لولاية الجلفة، بغية تنفيذ مشروع نموذجي لاسترجاع النفايات الحضرية، بالمرأة المثالية و هي التي تتحلى بشخصيتها البراغماتية ممزوجة بإرادة جامحة و تحدي قوي جابهت بهما الصعاب في مشوار مهني.

و قد تحدث المهندسة ليلى و بإسهاب عن ورشة المشروع الذي ترأسه و الكائن بالمنطقة الصناعية لعاصمة الولاية عن غمار عشقها للبيئة و سبل حمايتها لها لاسيما و أنها اختارت في مشوارها الدراسي الجامعي، الذي كان مستهله عام ،1986 بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا (الجزائر العاصمة)، تخصصا يتعلق بالهندسة الكيميائية واكبت به هذا الجموح الذي يسكن قلبها و طمحت أيما طموح للإبداع فيه و لو على حساب راحتها.

خطوات متسارعة في ظل صعاب جمة تحدتها و لا تزال كذلك

هي المهندسة ليلى إبنة ولاية الجلفة التي لم تعرف لغير النجاح طريقا حيث سارت بالمشروع النموذجي لإسترجاع النفايات الورقية بخطوات متسارعة في ظل صعاب جمة تحدتها و لا تزال كذلك من أجل أن يرى هذا المشروع النور و يتواصل إشعاعه في سبيل بسط ثقافة بيئية عنصرها الأساس الفرز الإنتقائي، الذي يعود بفائدة اقتصادية يندرج في إطار تفعيل برنامج حكومي وطني تم سنه في سنوات مضت للتسيير المدمج للنفايات الحضرية.
البداية كانت صائفة عام 2008 لتعرف الولاية تنفيذ هذا البرنامج الإيكولوجي الطموح و كان بالنسبة للمهندسة ليلى بوهالي منعطفا في حياتها لتشمر الساعدين و تأسس لعمل جماعي كان بمثابة “خلية نحل ضمت وقتها آنذاك عمال بسطاء يتقاضون منحة الشبكة الاجتماعية 3000 دج، في ظل نقص الإمكانات و لكن العزيمة و الإصرار كانتا الفيصل والحكم “، على حد قولها.
و تقول الآنسة بوهالي و كلها حماسة أن “المشروع نجح رغم أنه لا زال فتيا لا يتعدى عمره ال 10 سنوات حيث يؤسس لنشر ثقافة بيئية وفرز انتقائي بفضل قوة سكان مدينة الجلفة الذين آمنوا به و هو المبتغى من هذه النواة الاقتصادية ببعدها البيئي- الإقتصادي-الاجتماعي”.

المشروع ضمن المساعدة التقنية للجماعات المحلية لعصرنة تسير النفايات

كما يندرج المشروع في إطار المساعدة التقنية للجماعات المحلية في مجال عصرنة تسير النفايات الحضرية و يدخل في سبل تفعيل البرنامج الوطني الحكومي للتسير المدمج للنفايات الحضرية و خاصة في شقه المتعلق بفرز و استرجاع و رسكلة النفايات، كما أن المنهجية المختارة و المتبعة في تنفيذه هي منهجية براغماتية و تشاركية و تدريجية رهانها اشراك المجتمع المدني، من أجل ضمان الديمومة و الفعالية.
و تقول ذات المهندسة “لقد اعتمدنا على الامكانيات البسيطة المتواجدة على مستوى حظيرة بلدية الجلفة (10 عمال شبكة جراري مستودع و آلة ضاغطة و فرها مجمع GIPEC) حيث أكدت بأن هذا الجهد كان مرفوقا بعمل تحسيسي جواري، في ظل اعتماد المشروع في البداية على الخصائص المحلية للمنطقة.
و من الأمور التي تجعل الأنسة بوهالي في قمة سعادتها و هي تحاكي سر نجاح هذا المشروع التنموي الإيكولوجي المحلي هو إيمان سكان الجلفة بالعمل الذي تقوم به.
و تقول في هذا الشأن “لقد تكيفنا مع كل الصعاب و المتغيرات، بفضل الإيمان القوي لتجسيد مسعى استرجاع النفايات من خلال تحقيق و بعملية حسابية بسيطة معروفة علميا أي استرجاع 1 طن من النفايات الورقية و الكارتونية يسمح باقتصاد 23 شجرة، بالإضافة إلى الاقتصاد في الطاقة و الماء.

20 طن من النفايات ترسل إلى مؤسسة “تونيك” من أجل الرسكلة

و كانت البداية مشجعة حيث تم بلوغ تجميع 10 طن بمعدل شهري و حاليا يبلغ متوسط التجميع المنتظم إلى 20 طن يرسل إلى مؤسسة “تونيك “، من أجل الرسكلة و بالتالي تساهم الجلفة بنسبة معتبرة في سوق الورق المسترجع على المستوى الوطني.
و بعبارات التأكيد و الإصرار قالت ليلى : “لقد حققنا الهدف الأساسي من المشروع المتمثل في تعزيز مصالح النظافة بآليات تسير بعقلانية و نظرة ايكولوجية للنفايات تقوم ببعث ديناميكية لدى المواطن، من أجل ترقية نشاطات الفرز و الاسترجاع و الرسكلة و بالتالي تغير النظرة التقليدية و جعلها (أي النفايات القابلة للرسكلة) خلاقة للثروة و القيمة المضافة للجماعات المحلية والدخول في مرحلة التنمية المستدامة و الاقتصاد الأخضر.
لا يخلو صوت المهندسة بوهالي ليلى من الحصص الإذاعية المحلية التي تقوم و بالإضافة إلى جهدها المضني بورشة المشروع إلى تكثيف سبل التحسيس و التوعوية و ذلك من خلال تدخلاتها، التي تصب في صالح التسيير الأمثل و الأنجع للنفايات.

التحسيس الجواري مكن من إدماج المواطن الجلفاوي في المشروع النموذجي

و قد مكن هذا التحسيس الجواري من إدماج المواطن الجلفاوي في المشروع النموذجي من خلال استقطاب عدد كبير من هؤلاء وكذا من مؤسسات عمومية واقتصادية التي تقوم بإيصال نفاياتها الورقية والكارتونية على مستوى الورشة هذه الأخيرة التي تقول عنها المهندسة أنها “تسير و الحمد لله بفضل جهد مضني من العمال يستحقون نظيره الثناء و رفع القبعة “.
هذا و تطمح المهندسة الشابة إلى تقديم دعم أكبر للمشروع من خلال مده بالإمكانيات اللازمة لتطوير المرحلة الأولى و المرور إلى مرحلة استرجاع النفايات البلاستيكية ثم الزجاجية و بالتالي المشاركة في دعم التنمية المحلية و استحداث مداخيل إضافية لهاته الجماعات و ترقية الاقتصاد الأخضر في إطار البرنامج التنموي الجديد لا سيما و أن الدولة تولي أهمية كبيرة لهذا القطاع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Headlines
الاخبار::
من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟! حسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية: الرئيس عبد المجيد تبون يترأس اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن يؤدي زيارة عمل إلى الجزائر من 17 إلى 19 أبريل الجاري: لوناس مقرمان يستقبل رئيس اللجنة العسكرية للحلف الأطلسي في العدد الأخير لشهر أفريل الجاري من الجريدة الرسمية الجزائرية: صدور القانون الأساسي الخاص بموظفي الأسلاك الخاصة بالشؤون الدينية قال مؤخرا،رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات،شرفي،من معسكر: الهيئة أصدرت قرارا لتشجيع الإشراف التشاركي في العملية الانتخابية حدث تاريخي مهم ساهم في تسريع تصفية الاستعمار في أفريقيا: المؤتمر الأفرو-آسيوي المنعقد في باندونغ بأندونيسيا سنة 1955 على هامش تنصيب رئيسي دائرتي سكيكدة والحروش : الوالي تشدد على انهاء أشغال إعادة الاعتبار لعاصمة الولاية خصص للعملية أزيد من 160 مليار : إعطاء إشارة انطلاق أشغال التهيئة بالتوسعة الجنوبية لعلي منجلي بقسنطينة جامعة عنابة : النقابات العمالية تلوح باحتجاج خلال الأسبوع القادم سيعقد دورته العادية من 28 أفريل إلى 15 ماي المقبل : المجلس الشعبي الولائي يناقش ملفي الصحة والري في مستغانم تكنوبول هضبة قسنطينة : يوم توجيهي وإرشادي للشركات الناشئة في قطاع الصحة والي قسنطينة يأمر بالتجند التام للوقاية من حرائق الغابات