الشرطة في خدمة الشعب،أو دولة القانون تبدأ في صفوف الشرطة، قد يكون هذا شعارا لا قيمة له تذكر، وقد يكون ذا دلالة وأهمية كبرى،وكل ذلك متوقف على نظام الحكم نفسه ،فهو يختلف في الدول المتقدمة عنه في الدول النامية ،حيث أن الناس حكاما ومحكومين متساوون أمام سلطة القانون..؟
وإذا كان العرب هم أول من عرف نظام الشرطة والعسس الليلي ،حيث كان ذلك على عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،وقيل أن أول من استعمل الشرطة بصفة رسمية وميزهم بزي خاص منها وضعهم شريطا يعرفون من خلاله أنهم شرطة الخليفة ،هوسيدنا معاوية بن أبي سفيان ،إلا أنه فيما يخص تنظيم هذا السلك وترقيته وإعطاءه المكانة التي يستحقها متخلفون لدرجة أن الكثير منهم انخراط في صفوف الشرطة ليس عن حب واقتناع وإنما لظروف معيشية…؟
وعلى كل يجب أن نسلم ولو نظريا أن الشرطة في النهاية هي جهاز نظامي له طابع مدني وضع في خدمة الشعب وليس الغرض منه هو حماية السلطة ،ذلك أن نظام الحكم في أي بلد له أجهزته الخاصة التي تدافع عنه وتحميه ، ومن هنا كانت الشرطة الأقرب إلى الحياة المدنية منها إلى العسكرية،وإن كان رجالها يحملون السلاح ويتدربون تدريبا عسكريا .. !
ما يريده المجتمع ليس فقط أن ترفع شعارات أو تنظم ندوات كتلك التي عقدت خلال الأسبوع الماضي بالعاصمة تحت شعار”دور المؤسسات الاجتماعية والجمعيات المدنية في استتاب الأمن”وهذا شيء جميل ولكن الحقيقة أنه يغلب عليها الطابع التنظيري أكثر بعيدا عن الواقع المعاش..؟
الشرطة وهي من هي في تأدية واجبها المنوط بها يجب أن تزل إلى الشارع بمعنى أن تكون احترافية أكثر،وهذا في مواجهة الإجرام والفساد وبسط السكينة، بعيدا عن الصالونات ،بمعنى أن تكون واقفة على أمشط أرجلها متأهبة كما نعرفها أمام كل متربص بأمن المواطن ..؟ !