حرية الصحافة واقع معيش وهي تمارس دون قيود
صحيح أننا نعيش حرية قل نظيرها خاصة في العالم العربي من حيث حرية الكلمة والقول ،ولكن يصعب ذلك مواصلة المشوار لوحدك دون تدخل ومساعدة للدولة
وهنا مربط الفرس ،فليس كل حر مطلق العنان يقول ما يريد ،وإنما هو مقيد إلى من أحسن إليه لكي يبقى واقفا على رجليه،وقد عبر على ذلك بوضوح وزير الاتصال جمال كعوان ،حيث قال أن حرية الصحافة في الجزائر هي واقع يعيشه الصحفي اليوم دون أية قيود أو وصاية تفرض عليه سوى ما تعلق بما يكفله الدستور من احترام لقواعد أخلاقيات المهنة في ممارسة حرية التعبير،وهو فعلا ما نعيشه ونلمسه وندعو إلى المحافظة عليه ولكن بنوع من الالتفاتة إلى أولئك الذين يجدون صعوبة في طريقهم حيث باتت الصحافة مهنة المتاعب واقعا ملموسا.
هذا ودعا كعوان لدى استضافته في برنامج “ضيف التحرير” للقناة الاذاعية الثالثة أمس ،أبناء المهنة إلى الحفاظ على هذا المكسب من خلال التعاطي باحترافية مع الخبر و عدم المساس بحرية الأشخاص و بحياتهم الخاصة مشددا على دورمسؤولي المؤسسات الإعلامية سيما الخاصة منهم في فرض قواعد أخلاقيات المهنة بقاعات التحرير.
وعزا في هذا السياق وزير الاتصال بعض التجاوزات التي تسجل من حين لآخر في عدد من القنوات الخاصة إلى نقص الخبرة و التأطير الكافي في مجال السمعي البصري على اعتبار أنها قنوات فتية قال الوزير تنقصها الخبرة لكنها في المقابل تبقى قنوات تبث مضمونا جزائريا يجب تشجيعها لدعم مشهد السمعي البصري في الجزائر وذلك في إطار احترام قواعد أخلاقيات المهنة و دفتر الشروط .
في ظل غزو المواقع الإلكترونية للفضاء الرقمي أفاد كعوان بأن الجزائر ليست في منأى عما يحدث في العالم فهذه المواقع لا تشكل حسبه تهديدا للصحافة التقليدية وإنما استطاعت أن تؤثر عليها بعض الشيء، فصحفي اليوم لم يعد يحتكر المعلومة ،كما أنه لم يبق الحلقة الأساسية في إنتاجها رافضا تداول تسمية الصحافة الالكترونية في الجزائر قائلا “هو مجرد حضور على الأنترنت بزخم كبير من الأخبار منتقدا في هذا السياق أولئك الذين امتهنوا مهنة الصحفي المحترف في نقل الخبر وهي ظاهرة غير صحية للصحافة يراها الوزير و لوسائل الإعلام المحترفة.
فاروق.ع