برلين تشتكي من السياسة النقدية التركية
انتقدت شركات ألمانية ما وصفته بالتدخلات السياسية من قبل الحكومة التركية في آليات السوق، وأبدت تخوفها من انتهاج الرئيس رجب طيب أردوغان سياسة صدامية مع البنك المركزي، الذي أصبح تحت هيمنته.
ودعت شركات ألمانية إلى حوار شفاف مع تركيا بشأن التوترات السياسية، وذلك قبيل زيارة وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، لتركيا نهاية الأسبوع.
وقال المدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الألمانية، مارتن فانسليبن، إن زيارة وزير الاقتصاد برفقة وفد من ممثلي الشركات لتركيا يومي الخميس والجمعة المقبلين مناسبة جيدة للإبقاء على الحوار في القضايا الحساسة.
وأضاف: “إنها فرصة للتحدث عن التحديات الراهنة بصراحة. يتعين استعادة الثقة بقوة في القضايا المتعلقة بالضمان القانوني وحماية المستثمرين واستقلال البنك المركزي التركي”، وفقا لصحيفة “أحوال” التركية.
يذكر أن الاقتصادين الألماني والتركي متشابكان بقوة، إلا أن الصادرات الألمانية لتركيا تراجعت بشدة في أغسطس الماضي بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في تركيا حاليا على خلفية أزمة الليرة وارتفاع معدل التضخم هناك، بالإضافة إلى اللوائح المثيرة للجدل التي تطبقها الحكومة التركية.
وأعرب عدد كبير من الخبراء عن قلقهم إزاء انتهاج الرئيس التركي سياسة صدامية مع البنك المركزي ورفضه زيادة الفوائد.
وبحسب بيانات غرفة التجارة والصناعة الألمانية، يوجد حاليا أكثر من 6500 شركة ألمانية في تركيا، يعمل بها نحو 120 ألف شخص.
وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا أن صادرات البلاد إلى تركيا هبطت في أغسطس، وهو ما يعكس انخفاضا حادا في القدرة الشرائية والطلب المحلي في تركيا بعد انهيار الليرة.
وتراجعت الصادرات إلى تركيا 27 بالمئة عن أغسطس 2017، لتصل إلى 1.3 مليار يورو (1.50 مليار دولار).
اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من وصفهم بجماعة الضغط “اللوبي” بشأن الفائدة العالية في بلاده بالخيانة.
وقال إن أي شخص يعارض خفض أسعار الفائدة “خائن”، معززاً بذلك الضغط السياسي على البنك المركزي.
وكان محافظ البنك المركزي أرديم باشجي قد رفض الجمعة شائعات قالت إن انتقادات أردوغان للبنك المركزي لعدم خفضه أسعار الفائدة بسرعة كافية ستجبره على الاستقالة.
وصعد أردوغان السبت من لهجته، وقال في مؤتمر صحفي بث على الهواء في محطة “إن تي في” إن هناك “تهديداً خطيراً جداً من لوبي أسعار الفائدة.
د. ريم