في ظل صمت مطبق عام ،فلا أحد من الصحفيين ، مهتم وبشكل جدي بما ينبغي أن تكون عليه الصحافة المكتوبة حاضرا ومستقبلا.
وإن كانت هناك فئة قليلة – يأكلها قلبها كما يقال على ما يجري– وهذا نتيجة عدة عوامل موضوعية وأخرى ملفقة قد ألصقت بالأزمة المالية التي ضربت البلاد وبالنتيجة انعكس ذلك على مداخيل الجرائد وغيرها ،بمعنى أن الصحافة الورقية باتت مهددة في مصيرها وقد تكون غير موجودة في المستقبل القريب..؟
وهنا وفي غياب تنصيب سلطة الضبط للصحافة المكتوبة وإن كانت محل وعود كثيرة .
كان ينبغي على أهل صاحبة الجلالة أن يبادروا إلى تنظيم أنفسهم.
ومن المفروض أن يشكل الصحفيون ما يمكن أن يحفظ استمرار مهنتهم بشكل أو بآخر بحيث تبقى الجريدة الورقية التي هي أصل الصحافة في مفهومها العام.
سواء كان ذلك باستحداث تنظيم جديد يلم شملهم ويوحدهم ،أو الذهاب بشكل جماعي إلى الصحافة الالكترونية وهي القادمة لا محالة لكونها الأقل تكلفة والأكثر انتشارا،ولكن بشرط اعتراف السلطة بها قانونيا وإعلاميا أي بوجودها رسميا!..
مصير الصحافة المكتوبة،بات بيد السلطة التي في مقدورها أن تخفف العبء على الناشرين من جهة فواتير المطابع وديون الضمان الاجتماعي والضرائب ،وهذا بتدخلها لتدعيم هذه التكاليف المترتبة على “الصحفية ” فتسدد لها وفق آليات معينة ومضبوطة جزء من ديونها، في حين تضمن الجريدة أجرة محترمة للصحفي وتقديم خدمة إعلامية عمومية للمواطنين…؟
الصحافة اليوم أمام أكبر تحد والمتمثل في تحدي وجودها أصلا،خاصة وأنها صورة البلاد والمعبرة عن الديمقراطية والتعددية فيه وعن آمال وألام المجتمع وعن تنويره ، وفوق كل ذلك باعتبارها السلطة الرابعة كان ينبغي أن يرفع الدعم المالي الحكومي لها ،وإن كان الحالي لا أحد ينكره فهو سبب استمرارها، ويجب أن نعي تماما أنه بدون مساعدة الدولة لن تقوم لمهنة المتاعب قائمة،وما هذه التي نرى من صحف واقفة إلا نتيجة ذلك الدعم..؟!
التعليقات مغلقة.