الآلاف من المواطنين يتظاهرون عبر كل ولايات الوطن
تأتي العاصمة على رأس الولايات التي تستقطب الحراك الشعبي بكل أطيافه ،حيث تظاهر آلاف الجزائريين عبر العديد من شوارع العاصمة، مشكلين سيولا بشرية
بالرغم من سوء الأحوال الجوية، في خامس جمعة على التوالي مطالبين بالتغيير، ورافضين لقرارات رئيس الجمهورية الأخيرة، على رأسها تمديد العهدة،وإلى جانب خرج المواطنون في مسيرة سلمية قد نقول مليونية جابت معظم ولايات الوطن في الجمعة الخامسة على التوالي كما أسلفنا أين سار آلاف متظاهرين في ساحة أول نوفمبر بولاية وهران، و في قسنطينة التي كانت على عهدها، وباتنة التي فاقت فيه المسيرة التوقعات من حيث العدد والتنظيم ،خاصة وقد غطت الراية الوطنية دون سواها تقريبا الفضاء الأوراسي،وتلك الجموع التي رفعتها وكانت عالية وفي المقدمة وقد حملت شعارات متنوعة المشارب والمطالب تميز بها سكان الولاية التاريخية
في بجاية قدم بعض الشباب قبل انطلاق المسيرة عرضا مسرحيا للمطالبة برحيل النظام تحضيرا لانطلاق المسيرة السلمية، و نفس المشهد تجسد في ولاية عنابة و بالتحديد في ساحة الثورة أين تظاهر آلاف المواطنين للمطالبة بالتغيير السلمي
ورغم الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة، إلا أن سكان ولاية تيزي وزو خرجوا للمشاركة بقوة في مسيرة سلمية حاشدة وسط عاصمة الولاية، لتكون بذلك كوقفة تاريخية تعكس مدى تمسكهم على سائر مواطني سائر ولايات الوطن بمطلبهم السلمي المتمثل في التغيير الجذري والإعلان عن رفضهم القاطع لقرارات الرئيس بتمديد العهدة الرابعة وتأجيل الانتخابات الرئاسية
ومباشرة بعد أداء صلاة الجمعة انطلقت المسيرة السليمة ،من أمام المدخل الرئيسي لجامعة مولود معمري باتجاه النصب التذكاري للشهداء “الشمعة” بعدما جابت مختلف الشوارع الرئيسية للمدينة، حيث لم تختلف الجمعة الخامسة على التوالي منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي كثيرا عن سابقاتها من حيث الشعارات التي رفعها المتظاهرون، إلا أنها كانت مغايرة من حيث العدد الذي يزداد من مسيرة إلا أخرى بدليل أن شوارع المدينة والمسار الرئيسي السالف الذكر لاحتضان الوقفة، لم تعد تتسع لعشرات الآلاف من المتظاهرين القادمين من مختلف الجهات الأربعة للولاية
هذا وما ميز مسيرة هذه الجمعة الخامسة بتيزي وزو الاستثناء،هو الحضور القوي للرايات الوطنية التي كانت على أكتاف المشاركين من مختلف أطياف المجتمع ومن الجنسين، إذ تعالت سماء المسيرة إلى جانب الراية التي تمثل الهوية الأمازيغية ، وذلك في رد واضح على زعيم حركة “الماك” الانفصالية فرحات مهني بعد خرجته الإعلامية الأخيرة أين دعا سكان منطقة القبائل إلى تنحية الأعلام الوطنية ورمياه في المزابل والأقدام على رفع في مكانها رايات الانفصاليين.
خالد محمودي