إن ما أقدم عليه الرئيس الراحل هواري بومدين من تغيير للعطلة الأسبوعية خلال منتصف السبعينيات يعد من حسن صنيع الرجل، حيث أرجع للوطن هيبته وشخصيته،
ذلك أنه مهما كانت الحجة فإنه من غير المقبول عرفا وشرعا أن تكون العطلة الرسمية في الجزائر يومي الأحد والسبت، على غرار الدول المسيحية واليهود، مع أن لا مانع أن يعمل الإنسان ويتاجر يوم الجمعة مع ضرورة التوقف ساعة أو أكثرللصلاة..؟
لكنني وكمواطن كنت قد لاحظت أصحاب دعاة تغيير العطلة الأسبوعية بحجة أن الاقتصاد الجزائري متضرر من جراء التعطل يومي الخميس والجمعة عكس ما هو موجود في بقية بلدان أوروبا التي نتعامل معها اقتصاديا وماليا ،وهذه حجة مردودة ، فيمكن للبنوك الموانيء وكل المؤسسات الاقتصادية أن تعمل بكل أريحية ودون عائق يومي الخميس والجمعة ولها أن تضيف عدد من العمال أو تحفز ما لديها منهم بساعات عمل إضافية للتغلب على سلبيات هذا الإجراء ،الذي نتمنى أن يعاد كما كان ..؟
قد يكون للمؤسسات المتعاملة مع الخارج حق، ولكن ما العلاقة أو السبب الذي يجعل من مواطن عادي يعمل في إدارة محلية أو في مزرعة يتأثر بتغيير عطلته..!
إن رئيس الجمهورية الذي تدخل وكعادته وأبقى على قدسية يوم الجمعة رغم مطالبات أولئك التغريبيين المختفين وراء ما تخسره الخزينة العمومية جراء الفارق في العطلة العالمية ،أن يستثني المدارس والجامعات والإدارة العمومية وخاصة منها المحلية وما شابه ذلك من هذا الإجراء بتعديل النص التنظيمي..؟
إنه من الواجب علينا اليوم أن نعمل طوال الأسبوع وننام ولا يغفل لنا جفن ، أما وأننا نستورد كل شيء من الخارج من الإبرة حتى الصاروخ ، فليس من حقنا أن نأخذ عطلة أسبوعية أو سنوية، ذلك أننا أصلا في عطلة مدفوعة الأجر ،الخاسر فيها الدولة الجزائرية التي يجب أن تنهض وبدون العمل الجاد لن تقوم لها قائمة..؟!