أعود فأكرر القول أننا اليوم أحوج ما نكون إلى قناة فضائية إخبارية تضاهي في محتواها ومستواها التقني والعمل الاحترافي قناتي الجزيرة والعربية ،وخاصة و أننا مقبلون على تحول سياسي واجتماعي وثقافي أو هكذا يفترض أن يكون بعد الحراك الشعبي وما تبعه من تحولات سياسية واجتماعية .. !
وليس لأجل هكذا فقط وإنما لأنها أصبحت في هذا العصر الذي هيمن عليه الإعلام المرئي الرقمي ،ضرورة وطنية ملحة لا يستغني عليه أي نظام قائم على أسس ديمقراطية ، سواء كان يسعى لترسيخ قيم وقناعات أو هو في قلب المعركة لدحض أفكار ورؤى لا تتناسب والاتجاه الذي قامت عليه هذه الجمهورية أو تلك الإمارة..؟!
ولأن العصر عصر من يسيطر فعليا على الفضاء الخارجي ، فهو يمتلك على الأرض التوجيه والدعوة إلى التغيير والتحكم في توجهات الجماهير.
أصبح لزاما علينا كقيادة سياسية وكشعب سيد في وطنه ، ديمقراطي الهوى ، متشبع بقيم الحرية ، أن نسعى إلى إنشاء “قناة فضائية إخبارية ” تعطى لها الحرية الكاملة واللازمة في نقل وبث ما تشاء من الأفكار والأقوال دون أن يطالها مقص الرقيب ، أو يحد من استقلاليتها أية شعارات باسم الوطن أو حرية الآخرين ، الذين مازالوا يتغنون وبلغة خشبية ألحانا عفا عليها الزمن وتعداها كل وطني غيور يطمح إلى إلحاق بلده بمصاف الدول التي بها وقنوات إعلامية حرة لها قوة تأثير تعدت حدودها الوطنية والإقليمية،وإن كنا نحوز ذلك بعدد معتبر ولكن لا تأثير لها وطنيا فما بالك خارجيا..؟
والسؤال المشروع الذي يطرح نفسه بإلحاح وشدة ، لماذا نحن في الجزائر عاجزون أن ننشيء قناة فضائية مثل قناة” الجزيرة القطرية” ومثيلاتها رغم أننا نملك الأموال والكوادر المحترفة ،والتي تتمتع بحس وطني ومرجعية ثقافية لا يمكن أن تخون بلدها،أو تسيء إلى قيادة هذا الوطن مهما كانت وجهات النظر مختلفة..؟ !