تربصات علمية أم سياحة..!؟
بما لا يدرك الكثير من الناس حجم الأموال التي تصرف بسخاء دون نتيجة ميدانية تذكر من قبل الخزينة العمومية على ما يسمى بالباحثين الجزائريين أو البحث العلمي بصفة عامة .
في كلياتنا معاهدنا ومدارسنا العليا، والذي يصطلح عليه داخل أروقة عليها جامعيا “المخابر” كل حسب اختصاصه، وهو تناول موضوعا معينا بالبحث من طرف مجموعة من الأساتذة، قد يكون ذلك في الأدب أو القانون أو الكيمياء أو الإعلام الآلي، بحيث يتوج في آخر المطاف بمذكر تودع لدى الجهة المختصة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،وهذا بعد شهور يكون الأستاذ قد صرف خلالها من الأموال الشيء الكثير دون أن تستغل ما توصل إليه الباحثون من نتائج ،لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد من صرف الموال ،حيث يستفاد كل أستاذ مدرس بمنحة تربص في الخارج على حساب الميزانية المخصصة من قبل الدولة للوزارة المعنية بغية تحسين المستوى العلمي للأستاذ ومواصلة لعملية البحث العلمي التي بدأها سواء مع تحضيره لمناقشة شهاداته العلمية أو بعد نيله لها ،بحيث يكون ذلك تحسينا ورسكلة له وتجديدا لمعارفه ومعلوماته في تخصصه..؟
لكن الذي يحصل أن أغلب الأساتذة الذين يذهبون بمنحة للتربص يعودون كما ذهبوا باستثناء صرفهم للمبلغ المرصد للتربص العلمي ،والذي يكتشف لاحقا أنه قد صرف في جهات أخرى أو يتم ادخاره في كل مرة لتقضى به حاجات شخصية خارجة عن البحث العلمي الذي كانت ومازالت تنشده الوزارة والدولة الجزائرية بصفة عامة..!
الجميع يسعى إلى البحث العلمي ولا شك ولكن الحقيقة غير ذلك ،فالنتيجة ضئيلة وما التصنيف العالمي لأفضل 500 جامعة على القارات الخمس الذي عرى جامعاتنا وجعل منها هياكل خارج التصنيف،وأساتذتنا أضحوكة أهل العلم والناس أجمعين، إلا دليلا على أننا نصرف أموال الشعب في غير وجهتها الحقيقية ودون رقابة صارمة على كل من يأخذ دينارا واحدا باسم البحث العلمي..؟ !